مؤتمر آفاق و تحديات التنمية المستدامة
في أجواء من التميز الأكاديمي والتفاعل البناء، انطلقت يوم الجمعة 21 فبراير، فعاليات المؤتمر العلمي الدولي “آفاق التنمية المستدامة من منظور أثر الاستثمار على تحويل وتصنيع المنتجات الوطنية”. جاء هذا الحدث برعاية كريمة من سيادة المشير محمد إدريس ديبي إتنو، رئيس الجمهورية، الملتقى الذي نظمته جامعة الملك فيصل بتشاد بقيادة البروفيسور محمد بخاري حسن، جمع عددا كبيرا من الأكاديميين و الخبراء الاقتصاديين، والمستثمرين الأجانب، ليكون منصة مثالية لبحث سبل تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تحويل المنتجات الوطنية.
كان حفل الافتتاح مفعمًا بالطموحات والرؤى المستقبلية، حيث استهل رئيس اللجنة التحضيرية، الدكتور عمر مصطفى محمد، المؤتمر بكلمة أكدت أهمية هذا الحدث في دفع عجلة التنمية وتشجيع الاستثمار المحلي.
ثم تلاه البروفيسور محمد بخاري حسن، رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، الذي أكد على دور المؤسسات الأكاديمية في تعزيز الاقتصاد عبر البحث العلمي و توفير المعلومات التي من شأنها إثراء الاسترتيجية التي تتبعها الحكومة للنهوض بالاقتصاد المحلي ، مشددًا على أن الجامعات هي منارة للعلم والحلول التي تصنع التغيير المنشود.
من جانب آخر، تحدث السيد علي أجي محمد سعيد، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة والمعادن والحرف، مشيدًا بدور جامعة الملك فيصل بتشاد في تسخير البحث العلمي لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن غرفة التجارة ستكون شريكًا رئيسيًا في كل الجهود الرامية إلى تحويل المنتجات الوطنية وتعزيز القيمة المضافة لها.
ووسط حضور مميز، أكّد الدكتور توم إرديمي، وزير الدولة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني، على رؤية الدولة في تعزيز الشراكات بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الاقتصادية لتحقيق تطلعات التنمية المستدامة.
ولعل أبرز لحظات المؤتمر كانت تلك التي تزامنت مع حضور رئيس الوزراء اللاماي يهلينا الذي مثل فخامة رئيس الجمهورية، حيث تناولت كلمته أهمية الاستثمار في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحفيز النمو الاقتصادي خاصة عندما يسخر العلم لتحديد الخام الذي يمكن استثماره بشكل مباشر . كان الجميع هنا يعلم أن هذا الملتقى ليس مجرد حدث أكاديمي، بل هو بداية لمرحلة جديدة في تاريخ تشاد، مرحلة ترتكز على تحقيق التنمية المستدامة عبر استثمار الموارد المحلية وتحقيق شراكات استراتيجية في مختلف القطاعات.
تخلل المؤتمر العديد من الجلسات العلمية التي تم فيها تقديم أكثر من مئة ورقة بحثية، حملت رؤى وأفكارًا مبتكرة تسعى لتحويل تشاد إلى نموذج تنموي يعتمد على موارده ويستثمر في طاقاته البشرية.
وبرزت المناقشات حول سبل تحسين الإنتاج المحلي وتطوير الصناعات الوطنية، وصولًا إلى حلول قابلة للتنفيذ من شأنها تحقيق القفزات الاقتصادية المنشودة.
وفي ختام هذا المؤتمر الذي انعقد صباح اليوم الاثنين الرابع و العشرين من فبراير و الذي تم فيه تم تكريم فخامة المشير محمد إدريس ديبي إتنو رئيس الجمهورية رأس الدولة بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية تخصص السلام والتنمية، من جامعة الملك فيصل بتشاد، تقديرًا لإسهاماته الجليلة في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في البلاد.
هذا التكريم كان بمثابة احتفاء بجهوده المثابرة في إرساء أسس التنمية، وضمان مكانة تشاد على الخارطة الاقتصادية الإقليمية والدولية.
وفي الكلمة الختامية، قال البروفيسور محمد بخاري حسن رئيس الجامعة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر إن هذا المؤتمر يعد علامة فارقة في مسار التنمية في تشاد، مؤكدًا على ضرورة تحويل هذه التوصيات إلى خطوات عملية تساهم في النهوض بالاقتصاد الوطني، وتعزيز دور تشاد كداعم أساسي للتنمية في القارة الإفريقية.
كما شهد المؤتمر توقع عدة اتفاقيات بين غرفة التجارة التشادي و مثيلاتها من المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية
لقد أثبت هذا المؤتمر أن تشاد تسير بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل مشرق يعتمد على العلم والابتكار، وأن عجلة التنمية قد انطلقت ولن تتوقف حتى تتم الاستفادة الكاملة من المقومات الاقتصادية الهائلة التي تذخر بها البلاد ، وذلك بتوفيق من الله و بإرادة و عزم شعبها الذي يسعى لتحقيق تنمية مستدامة توفر فرصًا للأجيال القادمة.
تابع قناة جامعة الملك فيصل بتشاد Université Roi Fayçal du Tchad في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VakpR1JGzzKTLdyIbU2N
http://urft.net/wp-content/uploads/2025/03/مسك_الختام1.mp4
















